كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العراق, تولى الكثير من الاهتمام والمتابعة من المواطنين العراقيين خصوصا والعرب بشكل عام, و قد حقق المنتخب العراقي لكرة القدم الكثير من الانجازات الدولية و الاقليمية, حيث شارك في كأس العالم عام 1986 وفاز في كأس آسيا عام 2007. يعتبر الاتحاد العراقي لكرة القدم هو الجهة المسؤولة في البلاد عن المنتخب العراقي لكرة القدم و الدوري العراقي الممتاز.
يوجد الكثير من المشجعين والمتابعين للمنتخب والأندية العراقية, و يلقى الكثير من الإقبال في مواقع المراهنات حيث أن المباريات معه تكون مشوقة و ممتعة و صعبة على الفريق الخصم, حتى أن بعض مواقع الكازينو تنقل مباريات الدوري العراقي بشكل مباشر ليتمكن المشاهدون من متابعة أحداث المباراة و المراهنة عليها في الوقت نفسه.
نشأته وتأسيسه:
تأسس الاتحاد العراقي لكرة القدم عام 1948 وهو ثالث اتحاد رياضي يتم تأسيسه في العراق بعد الاتحاد العراقي لألعاب القوى والاتحاد العراقي لكرة السلة. كان تأسيسه بحضور أربعة عشر فريقا و هي النادي الاولمبي الملكي ونادي الحرس الملكي ونادي القوة الجوية ونادي كلية الشرطة ونادي الكلية العسكرية ونادي دار المعلمين العالية ونادي الكاجولز ونادي التربية البدنية ونادي كلية الحقوق ونادي القوة السيارة ونادي الميناء ونادي شركة نفط البصرة و منتخب الموصل ومنتخب كركوك, و الذين اجتمعوا لاختيار رئيس للاتحاد, حيث وقع الاختيار على عبيد الله المضايفي لرئاسة الاتحاد وعضوية كل من محمد سعيد و أصف حبيب و ضياء حبيب, و سعدي جاسم كأمين للسر و مصطفى القلمجي كأمين للصندوق.
انضم الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا في عام 1950 وكان الاتحاد رقم 59 الذي ينضم الى الفيفا و انضم الى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1970, و الهيئة الكونفدرالية الإقليمية الفرعية لاتحاد غرب آسيا لكرة القدم في عام 2001. كان له ثلاث فروع في كل من البصرة و الموصل و كركوك.
إدارة الاتحاد وأبرز الشخصيات.
تتألف إدارة الاتحاد العراقي لكرة القدم من 13 عضوا (رئيس الاتحاد, نائبين لرئيس الاتحاد, و 10 اعضاء) و الذين يتم انتخابهم بشكل مباشر من الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم, تتالى على منصب رئاسة اتحاد كرة القدم العراقية الكثير من الشخصيات البارزة و الذين كان لهم الدور الكبير في تطوير كرة القدم العراقية و تحقيق العديد من الانجازات على الصعيد المحلي و الإقليمي و الدولي, نذكر منهم:
- عبدالله المضايفي: أول رئيس لاتحاد كرة القدم العراقية, ولد عام 1915 في الحجاز في مكة المكرمة, توجه مع والده برفقة الملك فيصل بن الحسين الى العراق, بعد تتويج الملك فيصل ملكا للعراق تولى عبدالله المضايفي رئاسة الديوان الملكي. تم انتخاب المضايفي لرئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم في عام 1948 إبان تأسيسه و هو اول من شكل ادارة الاتحاد.
- أكرم فهمي: هو ثاني رئيس للاتحاد العراقي لكرة القدم عام 1950, كان المسؤول عن إنشاء أول دورة للدوري العراقي الممتاز حيث شارك فيها 10 أندية, كما تم إرسال أول بعثة رسمية للمنتخب العراقي في عهده, حيث شارك في دورة التضامن الاسلامي التي اقيمت في تركيا عام 1951.
- فالح أكرم فهمي: و هو نجل أكرم فهمي رائد الحركة الاولمبية في العراق وكان الرئيس اللجنة الأولمبية العراقية 1958, ولد فالح فهمي عام 1940 و يعتبر احد المع نجوم العراق في ألعاب القوة البدنية و السباحة, شارك في أولمبياد عام 1960 وكان رئيس وفد العراق إلى الألعاب الأولمبية في لوس انجلوس عام 1984.
- سعدي جاسم: تولى رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم عام 1954, طور سعدي الجاسم كرة القدم العراقية كثيرا وقام بإبرام اتفاقية مع الاتحاد المصري لكرة القدم لإجراء مباريات ودية دولية, يعتبر أول من أطلق على المنتخب العراقي لقب “أسود الرافدين” .
- هادي عباس: كان رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم لعام 1959, ولد في بغداد عام 1915 و كان من أبرز اللاعبين العراقيين في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي, كان مسؤولا عن اطلاق اسم “الجيلان” على المنتخب العراقي للشباب. و اهتم في إدخال الخبرات الخارجية لتحسين مستوى كرة القدم العراقية, كما كان مسؤولا عن إقامة أول دورات كأس العراق و التي فاز فيها نادي الموصل.
- عدنان درجال: أحد أبرز وجوه كرة القدم العراقية, انتخب رئيسا للاتحاد العراقي لكرة القدم عام 2021 باغلبية ساحقة, وشغل منصب وزير الشباب والرياضة, له مسيرة رياضية حافلة كلاعب و كمدرب, حيث حقق بطولة الدوري العراقي 6 مرات و بطولة كأس العراق 4 مرات وشارك في البطولات الأولمبية 3 مرات, و البطولة العربية 3 مرات وبطولة الخليج 5 مرات. كمدرب فقد درب العديد من الاندية على مستوى العراق و دولة قطر و حقق معها العديد من الانجازات. كما درب المنتخب العراقي الأول في فترة صعبة من تاريخ العراق.
التحديات التي واجهت الاتحاد العراقي لكرة القدم.
ترتبط الرياضة بشكل عام بالعديد من الظروف حيث تؤثر التقلبات السياسية و الأمنية و المالية على كافة الانشطة الرياضية, و قد شهد العراق الكثير من الظروف الصعبة التي أثرت بشكل سلبي على مستوى كرة القدم العراقية بشكل عام, حيث الصراعات و التهديدات الارهابية مما أثر على النشاط الكروي و سلامة اللاعبين و المشجعين و الحكام, مما صعب على المنتخب الوطني استضافة أي مباريات دولية على أراضيه بسبب عدم الموافقة من قبل الاتحادات الدولية والإقليمية على ملاعب العراق.
من ناحية أخرى فقد ظهرت الكثير من التحديات المالية التي نجمت عن تردي الحالة الأمنية في البلاد, فكان هناك نقص كبير في المصاريف اللازمة لتغطية الدوريات والمسابقات المحلية, و كان هناك سوء في جودة الملاعب العراقية و الخدمات التي تقدمها, مع ضعف القدرة على جذب الرعاة و المستثمرين لدعم كرة القدم العراقية.
كما انه هناك بعض التحديات الإدارية والفنية في تطوير مستوى اللاعبين و الفنيين و الإداريين و التي أدت الى ضعف التخطيط المستقبلي و نقص في تقييم الأداء للمنتخب العراقي بشكل عام, كما كان هناك بعض التدخلات السياسية و المحسوبية و الفساد الاداري التي بدورها أدت إلى تراجع الرياضة العراقية بشكل عام.
كأس الخليج 25 و الاتحاد العراقي لكرة القدم.
رغم جميع التحديات التي تواجه الاتحاد العراقي لكرة القدم, إلا أنه نجح في استضافة و تنظيم كأس الخليج بنسخته الـ 25 لعام 2023, حيث كانت هذه البطولة حدثا استثنائيا للشعب و الدولة العراقية بعد معاناته من سنوات من العزلة و الصراع. أقيمت البطولة في مدينة البصرة العراقية و استمرت لمدة 12 يوم من 6 الى 18 كانون الثاني لعام 2023, و شاركت فيها المنتخبات الخليجية الثمانية: العراق, الكويت, قطر, البحرين, سلطنة عمان, المملكة العربية السعودية, الإمارات العربية المتحدة واليمن. حيث انتهت البطولة بتتويج المنتخب العراقي كبطل الخليج لعام 2023.
شهدت الملاعب المستضيفة للمباريات اقبالا شديدا من الجماهير العراقية و الخليجية, تضمن الحدث الرياضي حفل افتتاحي رائع مع إبداعات موسيقية و بصرية, بالإضافة إلى الملاعب التي توفر جميع الخدمات التي تعادل مثيلاتها في الملاعب العالمية, و كان يعتبر انتصارا للاتحاد العراقي لكرة القدم رغم جميع التحديات التي واجهته و يعطي الأمل ان المنتخب العراقي والاندية العراقية مقبلة على فترة تعيد الى الأذهان أيام العهد الذهبي للكرة العراقية.