العراق هو بلد الحضارات القديمة التي توالت عليه عبر الزمن ، وكونت هذه الحضارات جزءا” كبيرا” من ثقافته وتراثه الحضاري وتركت بصمة مميزة فيه ، سواء في الأدب والشعر ، الموسيقى ، الفن المعماري ، وكان للرياضة والألعاب نصيبا” كبيرا” من تأثرها بالحضارات العريقة التي كانت في العراق ، ولا تزال بعض من هذه الرياضات والألعاب تمارس في العراق إلى يومنا هذا ، وفي هذا المقال سنتعرف على أكثر الرياضات التقليدية والألعاب التي تمارس في العراق .
مقدمة عن الرياضات التقليدية والألعاب في العراق
تعد الرياضات التقليدية في العراق جزءا” من ثقافته وتاريخه الحضاري ، حيث إن الرياضات التقليدية الموجودة في العراق كان منشأها التدريبات العسكرية التي كانت تمارس على الأفراد من أجل تدريبهم وتأهيلهم للالتحاق بالجيش العسكري سواء في فترة الحضارة السومرية ، البابلية ، الآشورية وغيرها من الحضارات الكثيرة التي عاشها العراق ، وهذا هو السبب لقساوة وشدة بعض هذه الرياضات لأنها تعتمد على القوة البدنية من أجل المشاركة في الحروب ، ولكن في وقتنا الحالي أصبحت هذه الرياضات عبارة عن تراث وتقاليد شعبية يفتخر العراق بها ، وفيما يلي سنتعرف على أهم الرياضات التقليدية الموجودة في العراق كما يلي :
الزورخانة العراقية
هي رياضة تقليدية قديمة ، وجدت في العراق في منتصف القرن التاسع عشر ، وبدأ انتشارها في بغداد أولا” ثم إلى كل أنحاء العراق ، حيث في فترة الحضارة السومرية ، البابلية والآشورية ، كان هناك تدريبات عسكرية للأفراد من أجل خوض الحروب والمعارك ، ومن هنا تم ابتكار فنون القتال كما في رياضة الزورخانة العراقية ، وأصل التسمية لهذه الرياضة فارسي تعني ” بيت القوة ” ، وأول من أسس رياضة الزورخانة في بغداد كان مصطفى الدوري ، وبنفس الوقت تأسست في الكاظمية من قبل درويش علي ، وكانت متواجدة داخل المقاهي أيضا” ، حيث إن الزورخانة هي رياضة مقدسة تجمع بين الأخلاق والقوة ، ويتميز لاعبوها بالاحترام والقوة ، وكانت تمارس هذه الرياضة لأغراض قتالية ، ومن أهم قواعد هذه الرياضة هي الالتزام بالأدب واحترام السادات والأجداد الذين مارسوا هذه الرياضة منذ القدم ، و تنتهي بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى .
حيث إن الزورخانة هي رياضة مصارعة تحمل طقوس دينية وروحانية كبيرة ، مما جعلها مميزة عن باقي أنواع الرياضات الأخرى ، وفي بداية نشأتها كانت تمارس على الشط ، ولكن مع الوقت أصبحوا يحفرون حفرة كبيرة بأبعاد 8 أمتار و 10 أمتار تسمى الجفرة لتمارس هذه الرياضة داخلها وتسمى بيت الزورخانة ، وعادة عندما يدخل اللاعبون إلى هذه الحفرة يبدؤون بالانحناء وتقبيل الأرض للتعبير عن احترام المكان وقدسيته ، وقبل أن يبدأ اللاعبون بممارسة الزورخانة يكون هناك قراءة مقامات دينية وأدعية نبوية من قبل المرشد ويبدأ اللاعبون بحركات جماعية على إيقاعاتها ، والهدف من ذلك زيادة الروحانية والحماس بين اللاعبين .
وتبدأ بعدها ممارسة الزورخانة حيث يدخل أحد كبار السن الذين يمارسونها إلى الجفرة ، ثم يقوم المرشد بقرع الحلقات ويعتبر إعلان لبداية النزال ، ويتم أيضا” تنظيم حركة اللاعبين من خلال قرع الحلقات عدة مرات أثناء النزال ، حيث لكل حركة حلقة لها صوت مميز يعرفه اللاعبون عند سماع صوتها ، ويتم ممارسة تمارين الضغط والدوران بشكل سريع ، حيث يقوم اللاعبون بتحريك زوج من القطع الخشبية الكبيرة فوق أكتافهم تسمى الميل ، ويرفعون أيضا” قوسا” مصنوعا” من الحديد مع حلقات معدنية يسمى الكبادة فوق رؤوسهم ويقومون بتدويرها ضمن حلقات دائرية ، وأيضا” يوجد السنك وهو قطعة خشبية وزنها 50 كيلو غراما” يستخدم للدفاع عن النفس وصد الهجمات ، وأيضا” يتم ممارسة تمارين الضغط باستخدام خشبة تسمى الشناو ، وعادة ما تنتهي هذه الرياضة بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى ، وهذا ما يجعلها ذو طابع ديني وقداسة واحترام للذات .
كرة القدم
هي من أكثر الرياضات التقليدية في العراق ، فهي رياضة قديمة وحديثة بنفس الوقت ، وكان ظهورها الأول في العراق في نهايات القرن التاسع عشر ، عندما قدم البحارة الإنكليز إلى شواطئ مدينة البصرة ، وبدؤوا بممارستها ومن هنا انتشرت في كل أنحاء العراق ، ولا تزال حتى يومنا هذا ، حيث يوجد الآن الكثير من الأندية العراقية نذكر منها : نادي الزوراء الرياضي ، نادي الرمادي ، أربيل ، السليمانية ، الجيش والشباب العراقي .
وقد حقق العراق بطولات متعددة في مجال كرة القدم نذكر منها : بطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم ، بطولة كأس العرب ، بطولة كأس آسيا للشباب ، ولا يزال الاهتمام موجودا” وبشكل كبير في كرة القدم ، حيث يتوفر العديد من مواقع كازينو العراق و المراهنات لعشاق كرة القدم ، الذين يحبون المراهنة على فرقهم ، ومتابعة أحداث الرياضة ، ولعل موقع بيتفاينل يعتبر أفضل موقع كازينو اون لاين و موقع مراهنات كرة القدم الذي يقدم خيارات وأسواق رهان متعددة .
الرماية بالقوس والسهم
هي من الرياضات التقليدية في العراق التي تتطلب الكثير من التركيز والدقة ، حيث يتم استخدام قوس ومجموعة من السهام ويتم رميها على هدف معين ، ويجب على اللاعبين الذين يمارسون الرماية أن يضبطوا الجسم بوضعيات دقيقة وخاصة لذلك ، وأن يمارسوا تقنيات تساعدهم في التركيز وإتقان رمي السهام بدقة عالية نحو الهدف .
ركوب الخيل
ارتبطت رياضة ركوب الخيل بالحضارات القديمة التي شهدتها العراق ، حيث كانت تستخدم الخيول للحروب والصيد والرياضة أيضا” ، وكانت تقام سباقات بين مجموعة من الفرسان ، وأيضا” تتطلب رياضة الخيل تمتع الفرسان بلياقة بدنية والقدرة على التحكم والتوجيه .
المصارعة
تعد المصارعة جزءا” من التراث الثقافي في العراق ، حيث بدأت أولا” في رياضة الزورخانة العراقية التي تحدثنا عنها مسبقا” وهي شكل من أشكال المصارعة ، ولكن تطورت المصارعة في العراق وأصبح اللاعبون يمارسون المصارعة الرومانية ، ولها تقنيات خاصة وقوانين في اللعب ، حيث خلال تنفيذ أي حركة يمنع استخدام الأرجل ، ويجب على اللاعب لكي يفوز أن يقوم بتثبيت الخصم على السجادة ، وأصبحت في الوقت الحالي بالإضافة إلى أنها رياضة جسدية هي رياضة ذهنية بنفس الوقت .
الملاكمة
كان الإنسان العراقي منذ العصور القديمة يستخدم الملاكمة للدفاع عن نفسه ، تشمل اللكمات وضربات الأيدي ، ولكن مع مرور الحضارات المختلفة والثقافات المتعددة على العراق ، أصبحت الملاكمة رياضة قتالية ، تحظى بالاهتمام والإقبال الكبير عليها من قبل العراقيين ، وأصبح هناك أماكن تدريب لها لتطوير مهارة اللاعبين وتشجيع الإقبال عليها ، ويحظى العراق أيضا” بالعديد من الملاكمين الموهوبين والذين شاركوا ببطولات عالمية .
لعبة الطاولة
تسمى أيضا” لعبة النرد ، تعود نشأة هذه اللعبة إلى ما قبل 5000 سنة في العراق ، ولا تزال منتشرة حتى يومنا هذا ، وتتكون من صندوق خشبي مزخرف ، يحتوي على أقراص قد تكون مصنوعة من البلاستيك أو الخشب وعددها 30 قرص ، وتكون بلونين مختلفين كل لون يحتوي على 15 قرص ، بالإضافة إلى وجود حجري نرد سداسيين ، والهدف الرئيسي للعبة الطاولة هو إخراج أقراصك من الصندوق الخشبي قبل أن يقوم الخصم بإخراج أقراصه .
القفز فوق الحبل
هي من الألعاب التقليدية في العراق ، وتمارس من قبل الأولاد والكبار معا” ، وتتميز باللياقة البدنية للاعبيها ، والتمتع بحركات الخفة والقفز السريع فوق الحبل ، ومن قواعدها أن يتم القفز فوق الحبل الملتوي وألا يتم لمس الحبل ، والحفاظ على التوازن أثناء القفز فوق الحبل الذي يختلف ارتفاعه كلما زاد مستواك في اللعبة .
الخلاصة
العراق موطن الحضارات والثقافات القديمة التي تركت بصمة مميزة فيه ، وخاصة في الرياضات والألعاب التي كانت إرثا” متوارثا” بين الأجيال القديمة والحديثة ، وقد قام العراق بالحفاظ على هذه الرياضات حتى يومنا هذا ، على الرغم من التطور التكنولوجي الكبير ، وظهور الألعاب على الإنترنت التي تستقطب عددا” كبيرا” من الشباب العراقي ، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من العراقيين المحافظين على الرياضات التقليدية التي كانت ولا تزال تعبر عن ثقافة العراق ، وعن إرثهم الحضاري .