يقع العراق في جنوب غرب قارة آسيا, و هو موقع استراتيجي قديم حيث كانت تمر فيه مختلف الطرق التجارية بين قارات العالم القديم اسيا و اوروبا و افريقيا. بسبب هذا الموقع الجغرافي المميز و الإمكانيات الطبيعية من التربة الخصبة و مرور نهري دجلة والفرات التي, سهلت تطور الزراعة فقد كان العراق مهد الحضارات الإنسانية حيث يعود تاريخ المكتشفات الأثرية إلى 10000 سنة قبل الميلاد.
توالت على ارض العراق و الذي يعتبر جزءا مما كان يسمى قديما ببلاد ما بين النهرين (نسبة لوقوعها بين نهري دجلة والفرات), الكثير من الحضارات الإنسانية, كالحضارة السومرية في الألفية الرابعة قبل الميلاد التي اكتشفت الكتابة المسمارية و الحضارة البابلية في الألفية الثالثة قبل الميلاد التي تشتهر بالحدائق المعلقة وهي إحدى عجائب الدنيا السبع, والحضارة الاشورية المعروفة بأقوى الامبراطوريات العسكرية في وقتها و التي تشتهر بالقلاع والمكاتبات, و كان لدخول الاسلام و اللغة العربية الى العراق في عام 636 ميلادية الدور الكبير في تاريخه حيث كانت مدن العراق عواصم للعديد من فترات الخلافة للخلفاء المسلمين, خلفت هذه الحضارات وراءها ارثا حضاريا و ثقافيا كبيرا من حيث النصوص المكتشفة و القلاع و المعابد والمواقع الأثرية التي أظهرت اختراع هذه الحضارات لوسائل الزراعة والري كما انها اظهرت اكتشاف أول طريقة كتابة معروفة في التاريخ.
تنوع و ثراء التاريخ في العراق من جهة التنوع الطبيعي بين الصحارى التي تخفي الكثير في رمالها, و الجبال التي تغطيها الثلوج و السهول الخضراء والأنهار التي كانت أساس تسميته القديمة, كل هذا فقد جعل هذه العراق مقصدا و معلما سياحيا يقصده الزوار من مختلف دول العالم لمشاهدة إرث الحضارة الإنسانية في مكان واحد.
Our Pick Of Top Casinos - May 2024
أشهر الوجهات السياحية في العراق.
تتعدد الوجهات السياحية في العراق حيث تشمل الآثار القديمة والمدن الحديثة والطبيعة المتنوعة والخلابة, فيمكنك خلال دقائق الانتقال بين المواقع المفعمة بالتاريخ إلى المدن ذات الطرق الواسعة و الخدمات المتطورة, و من اهمها:
- مدينة اربيل : هي عاصمة إقليم كوردستان, تقع في شمال العراق ويعود أول ذكر للمدينة في النصوص التاريخية إلى 2300 سنة قبل الميلاد. تم بناء المدينة على شكل دائري تحتوي في وسطها على قلعة اربيل التاريخية التي أدرجتها اليونسكو في قائمة التراث العالمي, تحتوي القلعة على عدة أقسام و يوجد فيها متحف ومسجد و يحيط بها الأسواق الشعبية لقلعة اربيل و العديد من المقاهي و المواقع التراثية و الشعبية. بعد الخروج من الأسواق الشعبية للمدينة ستلاحظ التطور الكبير في المدينة و التي شهدت اعمارا كبيرا فستلاحظ الطرق الحديثة الواسعة و التي تربط مختلف أجزاء المدينة و الأبراج السكنية المرتفعة ذات المظهر العالمي المتطور, بالاضافة الى الكثير من المراكز التجارية و التي تضم مختلف العلامات التجارية العالمية. يحيط بالمدينة طبيعية ثرية و متنوعة, بالاتجاه شمالا يمكنك زيارة الجبال و ممارسة التسلق والتزلج على الثلج مثل جبل كورك , كما يوجد الكثير من الشلالات مثل شلال كلي علي بك الذي يمتد بطول 12 كم و يقع شمال مصيف شقلاوة, كما يمكنك زيارة البحيرات مثل بحيرة دوكان بين مدينة اربيل و السليمانية. يوجد في المدينة الكثير من الفنادق الفارهة التي تقدم خدماتها للزوار من القاعات و صالات الألعاب و المراهنات و المسابح و كافة المرافق الأخرى الموجودة في أفضل الفنادق في العالم و الفنادق المتوسطة التي تؤمن خدمات جيدة بأسعار معتدلة و العديد من المنتجعات السياحية التي توفر كافة الخدمات التي تحتاجها لقضاء فترة سياحية لا تنسى.
- مدينة بغداد: أو المدينة المدورة, هي عاصمة العراق الادارية و السياسية و أكبر مدنه, تتميز بالمناخ الصحراوي, تأسست على يد الخليفة العباسي المنصور على طول نهر دجلة و تحتوي الكثير من المعالم التراثية والدينية والمقاصد السياحية التي يمكن زيارتها, من أهم معالمها القصر العباسي , و هو اخر قصر في بغداد من الفترة العباسية تم بناءه على في عهد الخليفة الناصر لدين الله عام 1225 و يتميز بالبناء الجميل و و يحتوي على فناء و طابقين من الغرف ذات الأقواس الرائعة, كما تجد مسجد الكاظمين وهو مقصد للسياحة الدينية يتميز بالهندسة و البناء الإسلامي مع زخرفة وخطوط عربية لآيات قرآنية على جدرانه. تتميز بغداد بالعديد من الفنادق والمنتجعات السياحية التي تقدم الخدمات التي تضاهي مثيلاتها في عواصم العالم بعضها قد يحتوي على صالات الألعاب والترفيه.
- مدينة البصرة: هي ثالث أكبر المدن في العراق, وهي أول مدينة بناها المسلمون في العراق في عام 636 م , تعتبر الميناء و المنفذ المائي الوحيد للعراق, تقع مدينة البصرة على شط العرب وكانت تسمى فينيسيا الشرق بسبب كثرة المجاري المائية فيها, يوجد العديد من المعالم التاريخية والإسلامية في البصرة فهي تحتوي على مسجد خطوة الامام علي و سوق السنك, يوجد في البصرة عدد كبير من الفنادق والمنتجعات السياحية التي توفر إقامة مريحة و تجربة جميلة لزوارها مثل فندق البصرة الدولي.
مميزات السياحة في العراق.
تعتبر السياحة في العراق خيار جيد بالنسبة للكثيرين, فهي تضم الكثير من المواقع الأثرية الغنية بالتاريخ والثقافة, بالإضافة إلى تنوع جغرافيا العراق, فهي تضم الصحاري و الأنهار و الجبال و الوديان و البحيرات مثل جبال اربيل و الأهوار في البصرة و بحيرات دهوك. بالاضافة الى الشعب الودود و المضياف, يمكنك زيارة المساجد والأضرحة الدينية للصحابة و الأنبياء في سامراء و النجف و الكوفة, بالاضافة الى تنوع الأطباق الشعبية و التراثية العراقية و التي تمزج النكهة المميزة والأسعار المناسبة مثل المسكوف و الدولمة و الكباب العراقي.
قد تكون أهم مميزات السياحة في العراق هي انخفاض تكاليفها,حيث أن قضاء يوم ممتع في مدينة اربيل مثلا, بين الآثار في وسط المدينة و الانتقال الى الأسواق الشعبية و و تناول وجبة الغداء في احدى المطاعم التي تقدم اشهى المأكولات التقليدية العراقية من بعدها الذهاب في رحلة إلى الجبال في شمال المدينة لن يتجاوز تكلفة 100 دولار.
تحديات السياحة في العراق.
تعتبر الظروف الأمنية في العراق هي واحدة من أهم التحديات التي تواجه السياحة في العراق, فقد كانت البلاد في وضع من عدم الاستقرار منذ عام 1990 حيث كانت حرب الخليج الأولى التي انهكت البلاد و جعلتها في حالة دائمة من عدم الاستقرار و بعدها غزو الحلفاء للعراق في حرب الخليج الثانية عام 2003 و الظروف الأمنية التي شهدتها البلاد, ثم تلاها الحرب على الإرهاب ضد تنظيم داعش, أدت هذه الأحداث المتتالية الى انهاك البلاد ودمرت بنيتها التحتية و تراجعت في واجباتها بها بشكل كبير. مما أدى الى تخوف الكثيرين من السفر الى العراق بسبب الخوف من تدهور الأوضاع الأمنية في أي لحظة.
ضعف التشريعات الخاصة بالسياحة و المؤسسات السياحية التي تحدد واجباتها ومسؤولياتها, حيث لا يوجد قانون سياحي شامل يحدد حقوق ومسؤوليات وواجبات كل المشاركين في القطاع السياحي في العراق. كما ان هناك نقصا في الاحصائيات و السياسات المستقبلية التي تهدف الى تطوير القطاع السياحي بشكل عام من قبل وزارة السياحة والهيئة العامة للآثار.
خلاصة:
يتمتع العراق بكل المميزات التي تؤهله ليكون واحداً من أكثر الوجهات السياحية استقطابا للسياح في العالم, فهو يضم الكثير من المواقع الأثرية المتنوعة التي تروي قصة حضارات تتالت لأكثر من 6000 عام, بالاضافة الى التنوع في المناطق الطبيعية من صحارى و جبال و أنهار و شلالات و غيرها الكثير, يبقى على عاتق المسؤولين العراقيين الاهتمام بالقطاعات السياحية المختلفة وتأمين الخدمات اللازمة لتطوير هذه القطاعات بالاضافة الى تأمين الاستقرار الأمني الذي من شأنه أن يزيد من فرص العراق في استقطاب الكثير من السياح الذين إذا زاروا العراق مرة واحدة فسوف يرغبون في تكرار التجربة لأنها من أكثر التجارب غنى و متعة.